أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : إذا اردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك، لـ صوت الدعاة

لـ صوت الدعاة ، بتاريخ 24 ذو الحجة 1446هـ ، الموافق 20 يونيو 2025م

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : إذا اردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك، لـ صوت الدعاة ، بتاريخ 24 ذو الحجة 1446هـ ، الموافق 20 يونيو 2025م.

لتحميل خطبة الجمعة اليوم لصوت الدعاة 20 يونيو 2025 بصيغة word بعنوان: إذا اردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك، بصيغة word

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة لصوت الدعاة 20 يونيو 2025 بصيغة pdf بعنوان : إذا اردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك pdf

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 20 يونيو 2025 بعنوان : إذا اردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك ، كما يلي:

 إذا اردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك

24 ذو الحجة 1446هـ – 20 يونيو 2025م

صوت الدعاة

المـــوضــــــــــوع

الحمد لله القائل في محكم التنزيل:  ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ (فصِّلت:46) َأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ كما في سنن الترمذي فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا ,فَإِنَّ ذَلِكَ يُؤْذِي الْمُؤْمِنَ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَكْرَهُ أَذَى الْمُؤْمِنِ)) فاللهم صل وسلم وزد وبارك على المختار وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلي يوم الدين .               

 أما بعد: فاتقوا الله عباد الله {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [سورة أل عمران (102).

فأما بعد:

أولًا: أذى الناس داء عضال.

ثانيًا: صور من الأذى .

ثالثًا وأخيرًا: ما العلاج ؟

أيها المسلمون: ما أحوجنا إلى أن يكون حديثنا عن الأذى! وخاصة ولقد انتشر أذى الناس بصورة مخزية سواءٌ كان الأذى معنويًا أم حسيًا، وخاصة هناك الكثير من الناس إلا ما رحم الله لا يستطيع النوم إلا بعد التفكير في أذى الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله.

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : إذا اردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك، لـ صوت الدعاة

أولًا: أذى الناس داء عضال.

أذى الناس داء اجتماعي خطير، ووباء خلقي كبير، ما فشا في أمة إلا كان نذيرًا لهلاكها، وما دب في أسرة إلا كان سببًا لفنائها، فهي مصدر كل عداء وينبوع كل شر وتعاسة وأذى الناس آفة من آفات الإنسان، مدخل كبير للشيطان، مدمر للقلب والأركان، يفرق بين الأحبة، ويحرم صاحبها الأمن والأمان، ويدخله النيران، ويبعده عن الجنان، فالبعد عنها خير في كل زمان ومكان. أذى الناس داء عضال حذر منه نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم.

والأذى هو إلحاق الضرر بالآخرين وقد يكون الأذى حسيًا كالسباب والشتم والغِيبة والنميمة لذا قال المعصوم صلى الله عليه وسلم (سِبابُ المسلمِ فسوقٌ ، وقِتالُه كفرٌ) البخاري وقد يكون الأذى معنويًا وهو أشد وطأةً على النفس، وأبقى أثرًا في الناس؛ لما فيه من تلويث السمعة، ونشر السوء، ولا سيما إن كان كذبا وبهتانا، قال ربنا  ﴿وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [النساء: 112فالمسلمُ الحَقُّ هومن كفَّ أذاهُ عن المسلمين، لذا كانت حقيقة المسلم تظهر أول ما تظهر في لسانه ويده أي عدم إيذاء الآخرين ففي الصحيحين  عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ) وإيذاء المؤمنين والمؤمنات والإساءة إليهم كبيرةٌ من الكبائر الموجبة للإثم والعذاب قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ الأحزاب: 58.

وإيذاء الآخرين «بغير حق» جرم خطير وسبب من أسباب اللعن والطرد من رحمة الله قال تعالى:

-﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾ الأحزاب: 57.

وإيذاء الآخرين «بغير حق» سبب من أسباب الإفلاس يوم القيامة فانتبه يا من تؤذي الناس انتبه يامن تتطاول على الناس أن تكون مفلسًا يوم القيامة فعن أبي هُرَيْرَةَ كما في صحيح مسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” أَتَدْرُونَ مَن الْمُفْلِسُ؟” قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ:” إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمتى يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّار

وإيذاء الآخرين «بغير حق» سبب من أسباب سخط الله ومقته

صعد عليه الصلاة والسلام المنبرَ فنادى بصوتٍ رفيع فقال: «يا معشرَ من أسلم بلسانِه ولم يُفْضِ الإيمانُ إلى قلبه، لا تؤذوا المسلِمين، ولا تعيّروهم، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنّه من تتبّع عورةَ أخيه المسلم تتبّع الله عورتَه، ومن تتبّع الله عورتَه يفضحه ولو في جوفِ رحله» صحيح الترمذي ويقول الفضيل رحمه الله: “لا يحلّ لك أن تؤذيَ كلبًا أو خنـزيرًا بغير حقّ، فكيف بمن هو أكرم مخلوق؟!”فانتبه يامن تؤذي الناس أنت على خطر عظيم أنت على طريق الهلاك في الدنيا والآخرة .

بل الإيذاء يبطل ثواب الصدقات والأعمال الصالحة قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأذَى…) (البقرة: 264)

وإيذاء الآخرين باللسان وغيره سبب من أسباب دخول النيران سلم يا رب سلم لذا لما سئل معاذ بن جبل رضي الله عنه أستاذ البشرية  r  قائلا له: إِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ:” ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ” رواه الترمذي فكل ما يصدر باللسان من أذى تجاه الآخرين هلاك ودمار في الدنيا والآخرة  وكف الأذى عن الناس صدقة , وكف الأذى عن الناس عبادة وطاعة ,وكف الأذى عن الناس يعدل الصدقة بالمال قال أبو ذرt: قلت: يا رسول الله، أرأيتَ إن ضَعُفتُ عن بعض العمل؟ قال: (تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فإنَّها صَدَقَةٌ مِنْكَ علَى نَفْسِكَ.) رواه مسلم وقال يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله: (ليَكُنْ حَظُّ الْمُؤمِنِ مِنْكَ ثَلَاثا: إِنْ لَمْ تَنْفَعْهُ فَلَا تَضُرَّهُ، وَإِنْ لَمْ تُفْرِحْهُ فَلَا تَغُمَّهُ، وَإِنْ لَمْ تَمْدَحْهُ فَلَا تَذُمَّهُ).

لله در القائل:

احْفَظْ لِسَانَك أَيُّهَا الْإِنْسَانُ   ***    لَا يَلْدَغَنَّكَ إنَّهُ ثُعْبَانُ                                                                            كَمْ فِي الْمَقَابِرِ مِنْ قتيل  لِسَانِهِ   ***   كَانَتْ تَهَابُ لِقَاءَهُ الشُّجْعَانُ

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : إذا اردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك، لـ صوت الدعاة

ثانيًا: صور من الأذى .

 لقد انتشر الأذى بصورة مخزية في زماننا وأصبح إيذاء الأخرين أمرًا سهلا هينًا بلا شعور وبلا وعى لذا حرَّمت الشريعةُ كل ما يؤدِّي إلى مضايقة المسلم في مشاعره وأحاسيسه , ومن أخطر صور الأذى :إيذاء الملك جل وعلا وسوله صلى الله عليه وسلم كسب الدين عيانا بيانا في الشوارع والطرقات بلا خجل ولا خوف ,وكسب الدهر في الحديث القدسي الصحيح قال – صلى الله عليه وسلم – يقول الله تعالى: «يُؤذِيني ابنُ آدَمَ يسُبُّ الدَّهرَ وأنا الدَّهرُ بيدي الأمرُ أُقلِّبُ اللَّيلَ والنَّهارَ»،  وكعدم احترام المساجد ففي السنن لأبي داوود بإسناد صحيح أن رجلًا أم قومًا فبصق في القبلة  فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:«إنك قد آذيت الله ورسوله“.

ومن صور الأذى : عدم احترام الطريق ورَمْي النفايات فيها بلا مبالاة ولا احترام؛ والنظر إلى المحرمات وغير ذلك  لذا قال – صلى الله عليه وسلم -:« أَمِطِ الأذى عن الطريقِ ، فإنه لك صدقةٌ»، وقال صلوات الله وسلامه عليه:«بينَما رجُلٌ يمشي بطريقٍ وجَد غُصْنَ شوكٍ على الطَّريقِ فأخَذه فشكَر اللهُ له فغفَر له» وجاء في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: “إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ!” قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: “إِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ”، قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: “غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ“، فأمَرَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإعطاء المسلم حقَّهُ، ومن حقِّهِ كفُّ الأذى بجميع أنواعه وصنوفه ودرجاته.

ومن أخطر صور الأذى:

إيذاء الجيران , فجيران اليوم لا يقبلون عذرًا ولا يغفرون ذنبًا ولا يسترون عورة انتشرت بيهم الأحقاد والضغينة إلا ما رحم الله إن أحدنا إذا رأي لجاره خيرًا كتمه، وإذا رأي لجاره شرًا أذاعه، إن جاري وجارك قد يموت ولا نعلم بمرضه ولا موته، إن أحدنا لا ينام الليل من شدة الحزن، إذا رأي جاره في خير ولا يغمض له جفن،  وإذا رأي جاره في مصيبة نام قرير العين هنيئًا.

إذا ما الدهر جر على أناس   ***     بكَلْكَلِه أناخ بآخرين

فقل للشامتين بنا أفيقوا        ***     سيلقي الشامتون كما لقينا

لذا نفى النبي صلى الله عليه وسلم تمام الإيمان عن كل إنسان من شأنه أن يلحق الأذى بجاره فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن))، قيل: من يا رسول الله؟ قال: ((الذي لا يأمن جارُه بوائقَه) أي غوائله وشره .بل قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ) فإيذاء الجار سبب من أسباب دخول النار يارب سلم  ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي النَّارِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ: هِيَ فِي الْجَنَّةِ).

ومن صور الإيذاء سب الأموات فإن ذلك يؤذي الأحياء لذا يقول النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ” لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ فَتُؤْذُوا الْأَحْيَاءَ” رواه أحمد.

ومن صور الإيذاء: أذية المسلمين في أنفسهم أو أموالهم أو أعراضهم. فأموال الناس أمانة والغش والكذب وأكل أموال الناس بالباطل أذى للمسلمين، والأعراض أمانة وسبها أو انتهاكها أذى للمسلمين لذا في خطبة الوداع والنبي صلى الله عليه وسلم يودع الصحابةy بل إن شئت فقل: يودع الأمة الإسلامية جمعاء أيها الناس(إِن َّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وأعراضكم َلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا (.

ومن صور الأذى : إيذاء الزوجة لزوجها أو الزوج لزوجته

فإذا آذت الزوجة زوجها دعت عليها زوجته من الحور العين كما في حديث مُعَاذِ بن جَبَلٍ – رضي الله عنه – عَنِ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ” لاَ تُؤْذِى امْرَأَةٌ زَوْجَهَا في الدُّنْيَا إلا قالت زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: لاَ تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ الله، فَإِنَّمَا هو عِنْدَكَ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا” رواه الترمذي

فكف الأذى عن الآخرين واجب, وكف الأذى عن الآخرين دين وإيمان وإحسان  قال جل وعلا(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10وقال صلى الله عليه وسلم: “لا تحاسدوا، ولا تناجَشوا، ولا تباغَضوا، ولا يبِع بعضكم على بيعِ بعض، وكونوا عبادَ الله إخوانا، المسلمُ أخو المسلم، لا يظلِمُه، ولا يحقرُه، ولا يخذُله، التّقوى ها هنا -فأشار بيده إلى صدره ثلاثًا وكلّ المسلم على المسلم حرام؛ دمُه وماله وعِرضه» رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمِن أحدُكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه» رواه البخاري

أحزان قلبي لا تزول – حتى أبشر بالقبول

و أرى كتابي باليمين – وتقرعيني بالرسول

.                          أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم

الخطبة الثانية

الحمد لله ولا حمد إلا له وبسم الله ولا يستعان إلا به وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  ……………………  وبعد

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : إذا اردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك، لـ صوت الدعاة

ثالثًا وأخيرًا: ما العلاج ؟

أيها السادة: إيذاء الآخرين داء والحمد لله أنه داء لماذا؟

لأن ما من داء على ظهر الأرض إلا وله دواء كما قال نبينا  r (تَدَاوَوْا عباد الله فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ وهو  الْهِرَمُ) رواه ابن ماجة  أي الشيخوخة

     إذًا ما علاج الأذى قد يقول إنسان يا شيخ لقد وقعت في أذى الناس كثيرًا  فماذا أفعل ؟عليك: أولاً : أن تتوب إلى الله وتندم على ما فعلت وعليك أن لا تعود إلى أذى الناس مرة ثانية واعلم أن الله يغفر الذنوب جميعا قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) [سورة  النساء (48)

والتوبة هنا متعلقة بحق الآخرين فعليك أن تستغفر الله لك وله وتكف آذاك عن الآخرين ففي الحديث الذي رواه َالْبُخَارِيُّ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عَرَضٍ أَوْ مِنْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ مِنْ قَبْلِ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ إنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلِمَتِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ) فتب إلى ربك .و اندم على ما فعلتِ فالله كريم يقبل توبةَ التائبين ، ويغفر ذنوب المستغفرين ..ويمحو سيئات النادمين ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا  ) (سورة التحريم)             وإذا كنّا نطالب الناس بكفّ الأذى، فنحن نطالب من يتعرض للأذى بالصبر والاحتساب وعدم رد الإساءة بالإساءة، قال الله تعالى: (ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت/ 34(

وكيف لا والله جل وعلا أمرنا بالإحسان إلى الناس في كل مكان وزمان قال ربنا (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنا) أي تخيروا من الألفاظ أحسنها، ومن الكلمات أجملها ,ومن العبارات أدقها .

فثناء الناس لك بالخير والإحسان شهادة لدخول الجنان، وثناء الناس عليك بالأذى والإساءة شهادة لدخولك النيران!!! يا رب سلم !!شهادة الناس معتبرة عند الملك جل جلاه

فعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: قال رجُلٌ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا رسولَ اللهِ، كيفَ لي أنْ أعلمَ إذا أحسنتُ أو إذا أسأتُ؟ قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا سمعتَ جيرانَك يقولون أن قد أحسنتَ فقد أحسنتَ وإذا سمعتَهم يقولون قد أسأتَ فقد أسأتَ) (رواه ابن ماجه) بل قال صلى الله عليه وسلم: (يُوشِكُ أن تعرفوا أهلَ الجنةِ من أهلِ النارِ قالوا بم ذاك يا رسولَ اللهِ قال بالثناءِ الحسنِ والثناءِ السيِّئِ أنتم شهداءُ اللهِ بعضُكم على بعضٍ) وفي رواية يوشِك أن تعلَموا خيارَكُم من شِراركُمْ . قالوا : بمَ يا رسول اللَّهِ ؟ قالَ بالثَّناءِ الحسن والثَّناء السَّيِّءِ أنتُمْ شُهَداء اللَّهِ في الأرضِ)  وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه قال مَرُّوا الصحابة بجَنَازَةٍ، فأثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وجَبَتْ ثُمَّ مَرُّوا بأُخْرَى فأثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: وجَبَتْ فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: ما وجَبَتْ؟ قَالَ: هذا أثْنَيْتُمْ عليه خَيْرًا، فَوَجَبَتْ له الجَنَّةُ، وهذا أثْنَيْتُمْ عليه شَرًّا، فَوَجَبَتْ له النَّارُ، أنتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ في الأرْضِ).

يا ترى أيثني الناس عليك خيرًا أم يثني الناس عليك شرًا !!

ترى أيشهد الناس لك بالإحسان والخير أم يشهد الناس عليك بالإساءة والأذى !!

فالمؤمن الحق من كف أذاه عن الناس , والمؤمن الحق من سلم الناس من أذاه , والمؤمن الحق من سلم الناس من أذى لسانه , والمؤمن الحق من سلم الناس من أذى يداه , والمؤمن الحق من تعامل مع الناس بالحسنى في كل مكان , والمؤمن الحق من تعامل مع جيرانه بالإحسان والمؤمن الحق من تعامل مع زوجته بالإحسان , والمؤمن الحق من يراعي مشاعر الناس , والمؤمن الحق من شهد له الناس بالإحسان ,والمؤمن الحق من أعطى لكل ذي حق حقه ومستحقه ,والمؤمن الحق من ألان الكلام مع الناس , والمؤمن الحق من سعد الناس بجواره وأدبه وحسن أخلاقه , فالله الله في كف الأذى فكف الأذى عبادة وكف الأذى صدقة.

فانتبه قبل فوات الأوان واندم على ما فرطت في جنب الله. فيا بعيد الأمل والموت منه قريب، يا من هو عن قريب سيصير في القبر غريب، فيا غافلا عن نفسه أمرك عجيب، يا قتيل الهوى أمرك غريب يا طويل الأمل ستدعي فتجيب، وهذا عن قليل، وكل ما هو آت قريب، فهل تذكرت لحدك؟ هل تذكر يوم يباشر الثري خدك؟ وتقتسم الديدان جلدك؟ فانتبه قبل أن ينادي عليك أيها المفلس قم للعرض علي الله حتى لا تكون من المفلسين يوم القيامة الله أكبر

تذكر وقوفك يوم  العرض  عريانا ***       مستوحشًا قلق الأحشاء حـيرانا

النار تلهب  من غيظٍ ومن  حنقٍ     ***   على العصاةِ ورب العرش غَضبانا

اقرأ كتابك يا عبدُ على مَهَـل ***       فهل ترى فيه حرفًا غـير ما كانا

فلما  قرأت ولم  تنكر قراءتـه  ***      اقرار من عرف الأشياء  عرفـانا

نادى  الجليل خذوه يا  ملائكتي   ***     وامضوا بعبدٍ  عصى للنار  عطشانا

المشركون غـدًا في النار يلتهبوا  ***      والمؤمنـون بدار الخـلد  سكانا

عباد الله : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)([سورة  الأحزاب (56)

خُطبةُ صوتِ الدعاةِ

 

 _____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى